قصائد سافو بترجمة الشاعر أشرف أبو اليزيد
  Home Page | Custom Page | Custom2 Page | Custom3 Page | Custom4 Page | Guest Book Page | Photo Page  


الشـــاعرة والأســطورة



في حياة سافو من الأسطورة ما هو أكثر من الواقع، ولها من الخيال نصيب أوفر مما لها في الحقيقة، ولا تكاد الأشعار التي تركتها تنبئنا عن سيرتها الكثير، فهي لا تشير إلى التفاصيل المفسرة، والمؤرخون لها لا يلحون إلا على الشذرات التي لا تخلو من التجني على شاعرة نذرت نفسها للحب، تعـلـّمه أفضل مما تستمتع به، وتغني له بأفضل مما تعيشه.

سيكتنف الغموض مسارات حياة سافو، منذ اللحظة التي ترى فيها نور السماء. فنحن لا نجد فيما دونته السير أكثر من تواريخ تقريبية لمولدها، وإشارات مبهمة لزواجها، وأسباب متجنية لنفيها عن وطنها، وقصائد غير كاملة لذويها. وحين يتناولها النقاد بالدراسة سيكتبون عن عصرها باستفاضة لا تنالها، ويتواترون التهم التي لحقت بها دون دحض لها، فلا يبقى من سافو إلا الخيالات التي لا تستحقها، والافتراءات التي طاردتها في الحياة والممات.

وقد عنّ لي حين بدأت بقراءة تراثها الشعري، وما تبقى منه ليس بكثير، أن أقدمها عبر مسرحية. ففي فصول حياة سافو ـ كما سنكتشف ـ مادة ثرية ومثيرة في آن واحد. كما أن ظلال الأساطير اليونانية تتحرك بأبيات قصائدها وأغانيها. إلا أنني وجدت في ترجمة ما تركته لنا ما يفي، في الوقت الحالي على الأقل. داعيا نفسي وشعراء آخرين إلى التفكير في مسرحة هذه الحياة القصيرة والحافلة، فلدى قراءة سافو شعريا أو مسرحيا ما يساهم في إثراء الدرس الأدبي بشكل كبير.

وعلينا أن نتوقع الكثير من شاعرة لها ما حظيت به سافو من صدى. لكن العجيب هو أن تراثها لم يبق منه سوى ما نقرأه في هذا الديوان، وهو قليل إذا عرفنا الأثر الذي تركته سافو. غير أن البرديات المصرية، التي قدمت لنا، ولا تزال، أسرار الحضارة، تعاود دورها في كشف التراث الانساني الأدبي، فإذا بلفائفها الورقية المكتشفة حديثا تضيف لرصيد شاعرتنا، وديوانها، المرة بعد المرة، القصيدة بعد القصيدة.

من هي سافو؟

سقراط الفيلسوف يلقبها بالشاعرة "الجميلة" . تلميذه أفلاطون يهاجم من يقولون إن ربات الشعر تسع "ألا ما أعظم غباءهم، فليعلموا أن سافو إبنة مدينة ليسبوس هي العاشرة". سترابون ، المؤرخ اليوناني الكبير، يرى أن سافو " امرأة فذة عجيبة" ولا يرى أن هناك أخرى "أوتيت معشار ما أوتيت سافو من النبوغ في فن الشعر" صولون الحكيم يقول "أريد أن أحفظ أشعار سافو ثم أموت".أما المؤرخ المعاصر ول ديورانت فيرى أن الشاعر قديما كانت صفة لهوميروس، مؤلف الالياذة ، مثلما كانت "الشاعرة" الصفة اللصيقة بسافو.










Send an email