الجزء الثالث من أشعار سافو
  Home Page | Custom Page | Custom2 Page | Custom3 Page | Custom4 Page | Guest Book Page | Photo Page  






37
أنت تعرفين المكان: إذن
فلتغادري كريت ولتأتي إلينا
سننتظرك حيث الأيكة
أكثر صفاء، والفناءات

المكرسة لاستقبالك؛ والبخور
يتسلل دخانه على المصلى، وتيار
الهواء البارد يصفر خلال
أغصان
التفاح، ووردة صغيرة تنشر ظلالها على
الأرض
والأوراق التي تهتز تهمي
ساقطة في سبات عميق؛ في المروج
التي كبرت بها الخيول ملساء

بين أزهار الربيع، وأروع
نسمات الهواء. أيتها الملكة! القبرصية!
املأي كؤوسنا الذهبية بالعشق
واجعليه رحيقا صافيا
38

صلاة إليك سيدتي ملكة بافوس

أفروديت في عرشها المزركش،
ابنة الإله الخالدة
صانعة الشراك! أرجوك ألا تفعلي، أتوسل
إليك

ألا تذبحي قلبي من الأسى!
تعالي
حالما تسمعين
صراخي
البعيد، وانصتي
أنى تخطين

خارج منزل أبيك، نحو
عربتك الذهبية، مستحثة فرسيها
ذوي الأجنحة الجميلة كثيفة الريش

فيجدفان بها لينشق الهواء، قادمين من السماء
آتين بك نحو الضوء برشاقة
فوق الأرض الظلام؛ ومن هناك، إلى الهانئة

من لها ابتسامتك الخالدة
تسألين، ماذا آلمني الآن
وجعلني أناديك مرة أخرى؟ ماذا

كان سبب حيرة
إنه قلبي الأكثر اشتهاء؟ " من كانت له
رغبة الاقناع الآن لجلبي

إلى دائرة عشقك؟ من كان ، يا سافو،
غير عادل بالنسبة لك؟ له، دعيها
تهرول، فسرعان ما ستعدو خلفه؛

" إن لم تكن تقبل الهدايا، فإنها
ذات يوم سوف تمنحها؛ وإذا
لم تكن تحبك ـ فعاجلا ما ستكون

" لو أن الحب، رغم عدم خضوعه لمشيئتنا …"
ــ يأتي الآن! فيخفف
هذا الألم الذي لا يحتمل!

ما أكثر ما يتمنى القلب
حدوثه ، سيحدث؛ عندما تضعين
بنفسك القوة في جانبي!

39

إنه أكثر من مجرد بطل

هو إله في عينيّ ــ
الرجل الذي سمح له
بالجلوس إلى جوارك ــ هو

من له الإصغاء الخاص
إلى الهمهمات الحلوة من
صوتك، وإغراء

الضحكة التي تجعل
قلبي يسرع في دقاته. لو أنني التقيتك
فجأة! فلا أستطيع

الحديث ــ ويتحطم لساني؛
ويمضي لسان كالشفرة من اللهب تحت
جلدي؛ ولا أرى شيئا،

لا أسمع سوى أذنيّ
تقرعان الطبول ، والعرق يغرقني
والرعشة تهز جسدي

وأصبح أكثر شحوبا من
العشب الجاف. في أوقات كهذه
لا يكون الموت بعيدا عني
40

نعم ، يا آتيس، ربما تكونين
على يقين

أنه حتى في سارديس
فإن آنا كتوريا دائما ستفكر
فينا

في الحياة التي تقاسمناها سويا هنا،
حينما بدوت
كآلهة مجسدة
لها وغناؤك
هو أشد ما يبهجهها

الآن بين نساء ليديا ها هي في
دورها تقف الأولى والقمر
بأصبعه الأحمر يصعد في الغروب آخذا

السبق على النجوم حوله؛
ينتشر ضوءه بالتساوي
فوق البحار المالحة والحقول التي غطتها البراعم الكثيفة

الندى اللذيذ المنسكب على
الوردات المنتعشة، والايقاع الدقيق
وزهرات البرسيم الحلوة تتفتح؛ وهي تتخاطر
على غير هدى، تفكر في
آتيس النبيلة، وقلبها معلق
به أثقال الرغبة بصدرها الصغير

تصرخ عاليا، تعالي! عرفناها
والليل ذو الألف أذن يردد تلك الصرخة
عبر البحر الذي يضيء المسافة بيننا
41

إلى زوجة مجندة، في سارديس:

يوما ما سيكون هناك فيلق فرسان،
وكتيبة مشاه، والبعض مرة أخرى،
سيبقى على عهد ذلك ، من التجديف الرشيق

لأسطولنا ألبهى
مشهدا في الأرض الظلام؛ لكنني أقول
أنها مهما عشق المرء ، يكون.

ما أسهل برهان ذلك: ألم تكن
هيلين ـ هي من أنعم النظر
بزهور شجاعة العالم

واختارت بداية من بين الرجال من
مرغ شرف طروادة في الوحل؟
وانصاعت لمشيئته، ناسية

الحب الذي ينتمي لدمها،
وطفلتها، وهربت معه بعيدا.
لذا، آنكتوريا، ورغم أنك

بعيدة فتنسينا،
فإن الصوت المحبب لخطواتك
والضوء الذي يلمع في عينيك

سيحركني أكثر من بريق
حصان من ليديا أو وقع أقدام
كتيبة مدرعة آتية من البر الرئيسي
42

لم تصلني منها كلمة واحدة

بصراحة أتمنى لو كنت ميتة.
عندما غادرت، بكت

كثيرا؛ وقالت
لي" يجب أن نحتمل
هذا الرحيل، سافو. فأنا ذاهبة
على غير رغبة مني"

قلت لها " اذهبي وكوني سعيدة
ولكن تذكري ( فأنت تعرفين
تماما) من تركت
مغلولا في قيد العشق

" فإنكن لو نسيتني، فكري
في هدايانا إلى أفروديت
وكل السعادة التي تشاركنا بها

" كل أكاليل البنفسج
الضفائر التي صنعناها من براعم الورد، الرائع
والزعفران المزدوج حول جيدك الصغير

"
" المسكوب على رأسك
وعلى البسط الناعمة والفتيات
اللائي ملكن كل ما اشتهين

" بينما لا توجد أصوات تغني
وفريق الكورال بدوننا،
فكيف يتبرعم في الربيع
دون أغنية …"
43

كنتِ أنت ، آتيس ، من قالت
" سافو، إن لم تستيقظي
حتى أراك
فلن أهبك الحب مرة أخرى!

انهضي، مطلقة العنان لما تمتلكين من
طراوة
حلي رباط رداءك
الليلي
ومثلما السوسنة اتكئي على

النبع، واستحمي
بمياهه
كليس ستأتي بأفضل
ثيابك الأرجوانية بينما
رداؤك الأفضل المحزوم بخصرك ينسدل
أدنى صدرك
لتطرحي عنك عباءتك
والزهور التي تتوج
شعرك …….

" براكينوا ، طفلتي، هلا تفضلتِ
فأنضجت بعض الجوزات لإفطارنا، ثمة
آلهة ستواتينا بالخير:

" اليوم سنمضي أخيرا
نحو مدينتنا، ميتلين
التي نحبها، مع سافو، الأحب

" بين نسائها؛ ستمشي
بيننا مثل أم
وكل بناتها حولها

" حينما تعود لدارها من
المنفى……… "

لكنك تنسين كل شيء